الخميس، 18 أكتوبر 2012

المقدمه



القيم الإحصائية تصنع  فقها جديدا
الفهرست:
المقدمة
الفصل الأول : ما هي القيم الإحصائية؟
الفصل الثانى :القيم الإحصائية في الكتاب و السنة
الفصل الثالث: هل نحن نحتاج إلى إختصار أقوال العلماء؟
الفصل الرابع: أقوال العلماء من الكيف إلى الكم
الفصل الخامس: تطبيق منهج القيم الإحصائية على أبواب الفقه المختلفة
الخاتمة



 

                          مقدمة
إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد شاء الله تعالى أن يجعل دراستي في مجال الرياضيات , ولقد فكرت كثيرا في الرابط الذي يربط العلوم الشرعية و الفقهية بالرياضيات و الأرقام, وذلك لتقديري لعلم الرياضيات ورغبتي أن ينال شرف التعاطي مع الكتاب والسنة كبقية العلوم مثل المنطق وعلوم اللغة.
ولقد بحثت قدر إستطاعتى في هذا المجال فوجدت إن معظم الكتابات التى تناولت علاقة الإحصاء و الرياضيات بالكتاب و السنة تناولتها من جانب الإعجاز العددي فقط ولم تتطرق إلى كيفية الاستفادة من الإحصاء فى تطوير علوم الفقه و الشريعة .
الحقيقة إننا في عصر تطور علميا و عمليا وأخترق الإنسان فيه الفضاء وغاص فى أعماق البحار وتقدم طبيا بخطوات واسعة وطور من وسائل اتصاله حتى أصبح العالم كله كتله واحده مترابطة وكانت الرياضيات من أدواته الاساسيه للوصول الى مثل هذا التقدم.
فقلت لماذا؟ ونحن المسلمون الذين شاركنا فى هذا الفتح الحضاري حينما كانت أوروبا غارقة فى الظلمات و كانت الكنيسة تحارب العلم والعلماء ,الذين مات الكثير منهم فى مقاصل الإعدام الكنسية ومن هنا جاءت عبارة "لأدين فى العلم و لا علم في الدين" ,أما ديننا فليس له علاقة بهذا الهراء لأن العلم الأكاديمي و التقني لم يزدهر في بلاد المسلمين إلا فى فترة التمسك بالإسلام.
سوف أقدم دليل بسيط على فضل الحضارة الإسلامية على حضارة القرن 21 , إن أبرز منجزات العصر التي يفتخربها الغرب هى الحاسب الالى (الكمبيوتر) تجد إن أهم العلوم في مجال الحاسب الالى هى علوم السوفيت ويبر(software ) وأهم علم في السوفيت ويبر هو علم الخوارزميات   Algorithms)) نسبة إلى الخوارزمي مؤسس علم الجبر وهو عالم إسلامي وهو  أول من وضع طريقه رياضيه لحل مشكلة ,أو قل أول من وضع برنامج كمبيوتر قل اختراعه.
فأولى بنا نحن المسلمون الإستفاده بمنجزات الحضارة الحديثة التي شاركنا في صنعها في يوم من الأيام ,ومن أبرز هذه المنجزات علوم الرياضيات و الإحصاء.
إن الفكرة التي ألفت نظر العلماء وطلبة العلم لها ولا أدعى أنى عالم ولا طالب علم بل أنا من عوام الناس بالنسبة إليهم. ولكن لان القليل منهم من درس الرياضيات و حتى من درسها قد لايكون خطر بباله فكرة الاستفادة من علوم الرياضيات فى مجال العلم الشرعى والفقة الاسلامى وأقول المثل المصري العامي (بجعل سره في أضعف خلقه) .
أنا اعتبر هذه الفكرة التى أعرضها فى كتابى نصيحة لأولى العلم فإن قبلوها فبها ونعمت ,وإن ردوها فسوف أضرب بها عرض الحائط
عذرا فلقد أطلت قبل أن أعرض فكرتى وقد بلغ بكم الفضول و التشوق  مداه ,إن الفكرة تتلخص في النظر إلى اختلاف العلماء فى المسائل الفقهية بطريقة جديدة .معظم علماء الفقه المقارن القدامى و المحدثين يحاولون الوصول إلى الرأي الواحد لحسم المسائل الفقهية وذلك بالترجيح بين أقوال العلماء, وينسون إن عملية الترجيح فى حد ذاتها هي إما تبنى رأى من الآراء الموجودة أو تبنى رأى جديد وهذا اجتهاد جديد ورأى جديد في المسألة.
لقد وفقني الله تعالى بنظره رياضيه إحصائية للآراء المتعددة فى الفقه الإسلامي وذلك بترتيبها من حيث المشقة من الأقل إلى الأعلى.
فمثلا فى مسألة تارك الصلاة أذا تاب هل عليه قضاء ام لا فمنهم من قال ليس عليه قضاء ويغفر الله له اما الرأى الثانى فهو يقول أنه يكثر من التطوع, والرأى الثالث انه يقضى مع كل صلاه جديده صلاه قديمة حتى ينتهى من الصلوات التى عليه كما تروا ان هذه الاراء يمكن ترتيبها من حيث المشقة فالرأى الاول أخفها والثانى وسط والثالث أشقها والترتيب   لهذه الاراء يبنى عليه إيجاد الحد الأدنى و الحد الأعلى و المتوسط وكلها قيم إحصائيه.
والفوائد من هذا التقسيم كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:-
-تقليل الآراء المعروضة فى المسألة فقد يكون للمسألة 30 رأى مختلف بهذه الطريقة سوف نكتفي بأقل الآراء مشقة وأعلاها وأوسطها
-الناس يختلفون من حيث المقدرة فهناك من لديه الطاقة و الجلد للأخذ بأشد الآراء وهناك الضعيف أو رقيق الإيمان فله أن يأخذ بأيسرها,بل إن نفس الشخص قد يجد في نفسه الطاقة للأخذ بالرأي العالي في المشقة وفى أوقات أخرى لايجد هذه الهمة فيحتاج للرأي الميسر.
-إنها العصبية الناشئة لاختلاف أراء العلماء وكل مقلد ينتصر لرأى عالمه الذى قلده لإن معنى هذه الطريقة الإحصائية أن كل هذه الآراء لم تخرج عن صحيح الإسلام .فمثلا إذا كنت تسير فى الطريق بسيارتك فإذا سرت فى الجانب الأيمن من الطريق وصلت وإذا سرت فى الجانب الإيسر وصلت وإذا سرت فى المنتصف وصلت قد تختلف السرعة التى تصل بها الى مبتغاك, لذلك حدثنا القران عن أصحاب اليمين وعن السابقون, بالرغم إن الإثنين من أصحاب الجنة إلا إن درجاتهم مختلفة.
وبعد فهذه المقدمة تعرض بصورة موجزة الفكرة التى أعرضها فى هذا الكتاب. فما أصبت فيه فهو من فضل الله على و ماأخطأت فمن نفسى والشيطان و الله الموفق

             العبد الفقيرالى الله / سيد أحمد حسن صابون



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق